image

كنت عايز احكي لاحمد عبدالله لما شفته فجاة جنبي في الجامع و مامي جنبي..
كنت عايز احكيله مين ماما عايدة
بس ما كانش فيه وقت ساعتها..

ماما عايدة…
احنا 3 اجيال ماما عايدة ربتنا… بنحبها اوي اوي.. كنا كلنا زعلانين لما تعبت فجأة من 10 ايام .. بس فجاة الزعل ده راح.. بس هتوحشنا.. اوي اوي برضه

اخر مرة كانت بتحكيلي.. كنت انا زعلان لسبب ما مش فاكر ايه اوي. كانت بعد ما ماما رام ما اتوفيت من كم سنه..
كنت عالسفرة باكل و اول مرة اسال و تجاوب.. واسال و تحكي..
مامي حكت لي حاجات وكاني سمعتها كتير لكن برضه كانها اول مرة:
حكت لي ازاي باباها (جدي) اللي كانت متعلقة بيه اوي مات…
بالتفصيل…
مات و هو صغير اوي فجأة
( طول عمرها كانت محتفظة بصورة جدي جوة دولابها)
و ازاي فضلت و هي طفلة تندهله مش فاهمه ليه مش بيرد و ازاي مامتها جدتي ماما بطة عرفت تخرجها من ده..
حكت لي في كام جملة تاريخ طويل لجدتي ماما بطة و اولادها الكتير و سفرهم و عزالهم و إصرار جدتي انها تربيهم وكأن جدي موجود …

بس الغريب
مامي فضلت تفتكر لحظات كأنها لسه حاصلة… و تحكيها بالتفصيل..

اهو انا هافتكر لحظات كده طول عمري من النهارده
..
حسيت ان جدتي ماما بطة كانت موجودة و جدي كمان و ماما رام.. كلهم
و كل ما اقول مش عارف اعمل ايه.. امسك التابوت من فين و كده.. الاقيهم حركوني..
لقيت نفسي في وسط كل حاجه وانا عمري ما عملت كده
و لا اعرف الدفن ده ازاي
لقيتني انا اللي بافك الكفن بنفسي تحت في القبر
و انا اللي ظبطتلها رقدتها مع الراجل اللي بيدفن ..
و كلمتها  . و بوستها
و وصلتلها بوسة من سلوي اللي ما قدرتش تيجي الدفن
و مسكت كشافات نور نورت نور للبنا عشان يبنوا الحجر
و طلعت فوق للعيلة
و نزلت تاني لمامي

و لما طلعت اخر مرة..
كنت هاضرب شيخ كده مانعرفهوش ريحته وحشه! وهابي شكله! عمال يقول عذاب قبر و اتعظوا و جهنم و بئس المصير!  لول
واحد فصيل..  قال لي اسمه حسن بس شكله كداب.. و سكته. و جه اتنين جمال شيخ تامر و صاحبه.. رتله مع بعض ادعيه رحمه و قران
كانوا زي البلسم.. لسه سامع تناغم صوتهم مع بعض
..
كانني كنت مش انا.. حسيتهم بيساعدوني. . كلهم..
جدتي و ماما رام و كلهم.. كانوا هناك انا متاكد
بس
اهم حاجة..مامي
حسيتها مبسوطة..
في سلام
بس حسيتها زعلت شوية من الوهابي ابو ريحه.. و  حسيتها ضحكت لما نهرته .. (اصلي قلت له بالراحة كذا مرة الاول.. قول حاجة لطيفة.. قول شئ لطيف ! بعد كده كنت هاضربه.. شكله خاف و غير كلامه بعدها.. سمعت مامي بتضحك و بتقول.. يادي الايه.. كنت هاتضرب الراجل.. كويس ان هشام حاشك :).  )

و حاستها زعلت شوية لما سامية  و داليا صوتهم علي و عياطهم علي.. و داليا راحت قايله لي.. لا ما تقفلوش عليها علي الاخر! (كان ساعتها البنا بيحاولوا يلاقوا حجر مقاس آخر جزء..)
ساعتها حسيت حد (مامي طبعا انا عارفها 🙂 ) لخبطت لهم المقاسات.. و فعلا فضلوا حايسين خبة حلوين!
حسيت ان مامي كمان صعبت عليها داليا.. وكانت مستنية لازم داليا توافق و تسلم عشان يحصل السلام الأخير.  رحت قلت لداليا.. شفتي يا داليا .. عشان لسه مش عايزاهم يقفلوا عليها…

و اخيرا لما قفلوا باجزاء.. لكن تاني ماتفهمش ايه اللي حصل (مامي خليتهم حايسين شوية) رجعوا و جابوا جزء حجر اكبر و هاتك يا تكسير. عشان الجزء من الحجر يقضي. و انا امسك النور احوش بيه الطاير من التكسير.. و شوية طارق بالجاكت بتاعه..

لحد ما سلمنا…
و سلمت داليا
و سلمت مامي
….
و اتقفل القبر

بس غير كدة. كانت في سلام..
كلنا حاسيناه

هتوحشني
كانت بتنبسط اوي لما ازورها في بيتها.. عشان كنت باوحشها..

اديها هي اللي هتوحشني بقي بقيت الوقت كله
..
الشيخ تامر و صاحبه
معرفش دول ايه.. الإضاءة و كله زي الحلم.. كان زي مشاهد التنقيب عن المقابر الفرعونية… كله … العمال و الحجر اللي بيتقطع عشان يقفلوا القبر و الغروب و الضلمة .. و الرمل و التابوت و الكفن.. و الناس الكتير..
ماما عايدة…

سامعها بتقول..

ماتزعلوش.. ما تعيطوش.. انا معاكوا و شايفاكوا و باحبكوا .. و مش زعلانة من حاجة.. هو انا بازعل من حد ..

خلوا بالكوا علي بعض
مالكوش غير بعض
بمابيتبقاش مننا .. غير حبنا

ماما عايدة

البقاء لله.. البقاء للحب..

image