The Genius Dog of Al Karnak!

حضرت الليلة عرض الصوت والضوء في الكرنك

العرض عظيم… بل في لحظات عبقري ويفتح أفاق التأمل في المصريات بل في معني الحياة وما بعدها.


ولكن…
للأسف البرجيكتورات التي تعرض الصور للأجداد (معلقة)! وتدور الصور بشكل متكرر ومستفز أثناء الجزء الأخير والأهم من العرض!

وأتعس شيء أن تتباري عشرات المساجد من يعلو صوته أكثر وأطول بمكبرات صوت قبيحة بأصوات مؤذنين أقبح خلال أكثر من ٨٠ في المائة من وقت العرض.

السياح الأجانب يضحكون ويسخرون وأدمع أنا والمصريين كلما بدأ مؤذن جديد يدخل المباراة

كأنها مباراة فرض الوصاية على مصر دينيًا وفكريًا.

بل أجزم أنه في خلال عمري أصبح المسجد مركز لنشر القبح والجهل والمرض وفرض الوصاية علي المجتمع المصري.

ها هي تجربتي :

كلب الكرنك العبقري! :

كلب ظهر بالكرنك عندما تجمع السياح بعد قطع التذاكر وكأنه يقوم بعمله اليومي…
جلس منتظرًا بدأ العرض مع الجموع وما إن بدأت الموسيقى التي أعرف بدايتها جيدًا منذ كنت طالبًا بالهندسة بزيارتي الأولي ويقشعر بدني عرفانا بما هو قادم من خشوع وقدسية لهذا الجامع الجليل لآلاف السنين لمصر قصة بدأ المدنية والدين والأخلاق بل والإنسانية كما نعرفها الآن.


ما إن بدأت الموسيقى…
إلا وحدث شيء مثير للغاية…

نهض الكلب منتشيًا وبدأ العواء وكأنه أيضًا يشاركني هذا الفخر
كأنه يطرب لهذه الموسيقي prologue
بطول الإفتتاحية وهو يعوي بطرب وانتشاء واضح علي صوته وذيله…
ضحك السياح وأحبوه بل أكاد أجزم أن صوته أكمل هذا المشهد الخاص جدا…
الكلب كسب صداقة الجميع فورًا
فمن المؤكد أن هذا الكلب مستمتع جدًا ويرافقنا وكأنه فخور وممتن لحضورنا
فهذا العرض يخصه بالتأكيد.



أنكر الأصوات:

توقف الكلب عن الغناء فجأة، توقف مع إنبعاث صوت مكبر كبير متكبر بل وأكبر من أي صوت حولنا
صوت خادش للآذان بأقبح صوت يؤذن من مسجد بمكبر صوت ضخم موجه كالسلاح مهددًا السلام ومتحديًا الكرنك والسياح والكلب!

وأخطأ التوقيت بالتأكيد..
حيث أن باقي المساجد بدأت بعده بعشرات الدقائق أوأكثر

توقف الكلب عن العواء فجأة وكأنه غير راضٍ عن هذا المؤذن الذي أفسد نشوته .

تلصصنا جميعًا بآذاننا لفهم كلمات ال narrator
أو صوت المؤدي لرمسيس الثاني أو توت عنخ آمون أو الإسكندر الأكبر آخر الفراعنة
ها نحن نلصق كلمة هنا مع كلمة من هناك لنحاول أن نفهم العرض الذي تم تشويشه مع سبق الإصرار والترصد و بدأت حرب شعواء عليه من عدة جهات تتباري في إفشاله!

إنزعجنا أولًا، ثم تحول الانزعاج إلي حرج من أن نعترض أو نتحدث مع بعضنا عن هذه المكبرات القبيحة بأصواتها الأقبح بهذا الزمن القبيح أملين أن تختفي…أن تنتهي قريبًا.


ثم تحول الحرج إلي غضب مكتوم بالذات حين بدأ بعض السياح الأجانب في الضحك المكتوم من سيريالية الموقف. ضاعت ملامح العرض، وأصبح كل ما يراودنا بين آذاننا عند سماع الآذان هو صوت المؤذن الفج وقبح صوته لننسي معني الآذان وما يحمله من روحانية، وكأن هناك جائزة للقبح يتسابق عليها المؤذنين في منابر المساجد، وبئس المصير إذا استمر هذا الحال.
أكمل الكلب مسيرته معنا مذعنًا للحالة وهو ممتنًا أننا قررنا أن نكمل المسيرة خلفه من بهو إلي آخر بالكرنك وكلنا أمل أن نبتعد في كل خطوة عن قبح أصوات مكبرات المساجد التي انهالت علينا من كل زاوية أو مسجد بمكبراتهم الصوتية المحتلة لفضاء طيبة.

إلا أن المباراة ازدادت والقبح اشتعلت نيرانه بالذلت حين وصلنا لمسرح أُعد خصيصًا للفصل الثالث والأخير من العرض ونحن نشهد البحيرة المقدسة بقدس الأقداس في مشهدٍ جليل باعث للروح وللأمل
والفخر. خلفها الكرنك بكامل أركانه وتوسعاته التي شهدت آلاف السنين باعثًا لشخصية مصر من جديد


وكذلك نشهد الأقصر كلها أيضًا خلفه علي الأفق
نري خلف الكرنك بلاد طيبة بأهلها الطيبين
طيبيين طيبة يخيم عليها شبح وهابي ينخر في طيبتهم
باعثا للقبح والجهل والمرض

وها هو الكلب يشهد معنا على حال العرض وحال طيبة التعيس
وينتظر نهاية العرض الأتعس بعدة مشاكل في الإضاءة والصور
والإدارة.

ينتظر ليودعنا إلي باب الدخول مرة أخري
ولكنني فهمت لما انتظر
بالتأكيد ليطمئن علي سلامتنا من مشوارنا للباب في ظلام دامس خطر! حيث أطفأ عمال العرض إضاءة الطرق المؤدية الي الباب قبل أن نصل إليه!!

وهكذا هو حال مصر اليوم
يشهد عليه الكلب الوفي للصوت والضوء قبلنا

أشهد ألا إله يرضي علي هذا الحال
وأشهد أن محمد والرسل أجمعين براء من ذاك القبح.

😐

كما يعلمنا تاريخ أصل الدين والأخلاق
تاريخ مصر
نحن في ذيل حقبة أرهقها دين فسد معناه
وسيأتي دين جديد يخرج الناس من ظلمات هذا الدين الذي فسد
إلي النور.